الصحة النفسية للمرأة.. أساس التوازن والاستقرار الأسري

تُعد صحة المرأة النفسية ركيزة أساسية في بناء شخصية متوازنة قادرة على مواجهة ضغوط الحياة اليومية. فالمرأة تتحمل مسؤوليات متعددة داخل الأسرة والعمل والمجتمع، ما يجعلها أكثر عرضة للتوتر والقلق والاكتئاب. وتشير الدراسات إلى أن النساء أكثر تأثرًا بالعوامل النفسية نظرًا للتقلبات الهرمونية التي يمررن بها في مراحل الحياة المختلفة. لذا فإن تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من دعم صحة المرأة الشاملة


تؤكد منظمة الصحة العالمية أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل التمييز والعنف الأسري ونقص الدعم العاطفي تؤثر سلبًا على صحة المرأة النفسية، وتزيد من احتمالية إصابتها باضطرابات المزاج. ومن هنا، تأتي أهمية بناء بيئة داعمة توفر للمرأة مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرها ومشكلاتها دون خوف أو وصمة. فالصحة النفسية ليست ترفًا، بل أحد مقومات جودة الحياة التي تضمن استقرار الأسرة والمجتمع


تسعى الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني اليوم إلى إطلاق برامج تهدف إلى تحسين صحة المرأة النفسية من خلال حملات توعوية، وخدمات استشارية مجانية، وتدريب كوادر طبية متخصصة في الطب النفسي النسائي. ويرى الخبراء أن الاهتمام بالصحة النفسية للمرأة يسهم في رفع الإنتاجية، وتقليل نسب الطلاق، وتعزيز التنشئة السليمة للأبناء. وباختصار، لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة دون الاهتمام بصحة المرأة النفسية والعاطفية، لأنها الأساس الذي يقوم عليه توازن المجتمع بأسره

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *